استئناف جنح الكويت

استئناف جنح الكويت : دليلك الشامل 2025


العدالة حق إنساني.. الاستئناف سبيلك لاسترداده

في رحلة الحياة، قد يجد الإنسان نفسه أمام تحديات قانونية غير متوقعة، وحكم قضائي لا يتوافق مع آماله أو قناعته بالعدالة. في مثل هذه اللحظات، لا يزال هناك بصيص أمل وطريق متاح لتصحيح المسار: إنه حق الاستئناف. هذا الحق ليس مجرد إجراء قانوني، بل هو فرصة ثانية، ومساحة لإعادة النظر في تفاصيل القضية، وسبيل لاسترداد الطمأنينة وتحقيق العدالة المنشودة. إنه يجسد إيمان النظام القضائي بضرورة المراجعة والتدقيق لضمان حقوق الأفراد.

يهدف هذا الدليل الشامل إلى إلقاء الضوء على كافة جوانب “الاستئناف في قضايا الجنح” ضمن القانون الكويتي، مع التركيز على أحدث التعديلات والتشريعات لعام 2025. سيقدم هذا التقرير معلومات دقيقة وموثوقة، مستقاة من المصادر القانونية الرسمية في دولة الكويت، لمساعدة كل من يبحث عن فهم أعمق لهذه الإجراءات الحيوية. هذا الدليل مقدم لكم من المحامية خيرية الرشيدي ومجموعة المشرع القانونية، التي تلتزم بتقديم الدعم القانوني المتخصص والخبرة العميقة لضمان حقوقكم وتحقيق العدالة.

2. فهم الاستئناف في قضايا الجنح بالكويت: نظرة عامة

تُعد الجنح فئة من الجرائم التي تقع بين المخالفات والجنايات من حيث جسامة العقوبة. في القانون الكويتي، تُعرف الجنحة بأنها أي فعل يُعاقب عليه القانون بعقوبة الحبس لمدة لا تتجاوز ثلاث سنوات، أو بالغرامة، أو بكلتا العقوبتين. تشمل الجنح مجموعة واسعة من القضايا مثل جنح الضرب، السب والقذف، خيانة الأمانة، وغيرها من الجرائم الأقل خطورة مقارنة بالجنايات.

الاستئناف، في جوهره، هو آلية قانونية تتيح للأطراف المعنية في قضية ما، سواء كانوا محكومًا عليهم أو مدعين، أن يطلبوا من محكمة أعلى درجة (محكمة الاستئناف) إعادة النظر في حكم صادر عن محكمة أول درجة (المحكمة الابتدائية). هذا الإجراء يهدف إلى مراجعة شاملة للوقائع والأدلة التي قدمت في القضية، وكذلك التدقيق في مدى صحة تطبيق القانون عليها. الهدف الأسمى من الاستئناف هو تلافي أي أخطاء قد تكون قد وقعت في الحكم الابتدائي، سواء كانت تلك الأخطاء تتعلق بفهم الوقائع أو بتأويل النصوص القانونية، وبالتالي تعزيز اليقين القانوني وضمان تحقيق العدالة.  

إن حق الاستئناف يمثل ركيزة أساسية في النظام القضائي الكويتي، فهو يمنح الأفراد فرصة ثمينة لتصحيح الأخطاء المحتملة في الأحكام الصادرة بحقهم. هذا الحق يعكس مبدأ التقاضي على درجتين، والذي يضمن أن تكون هناك مراجعة قضائية مستقلة للحكم، مما يزيد من ثقة المواطنين في نزاهة وفعالية النظام القضائي.  

3. الأساس القانوني للاستئناف: تحديثات 2025

تستند إجراءات الاستئناف في قضايا الجنح في الكويت بشكل أساسي إلى قانون الإجراءات والمحاكمات الجزائية رقم 17 لسنة 1960. هذا القانون، الذي صدر في عام 1960، شهد العديد من التعديلات على مر السنين لمواكبة التطورات القانونية والاجتماعية. من أبرز هذه التعديلات ما جاء في القوانين رقم 30 لسنة 1961، ورقم 27 لسنة 1965، ورقم 7 لسنة 1981، بالإضافة إلى القانون رقم 73 لسنة 2003 الذي أضاف المادة 200 مكرراً، والقانون رقم 1 لسنة 2021. هذه التعديلات تعكس حرص المشرع الكويتي على تطوير النظام القضائي وضمان حقوق المتقاضين.  

تنص المادة 199 من قانون الإجراءات والمحاكمات الجزائية الكويتي على أن جميع الأحكام القضائية الصادرة بصفة ابتدائية، سواء كانت بالبراءة أو بالإدانة، وسواء صدرت حضورياً أو غيابياً وانقضى الميعاد دون معارضة، أو صدرت بالمعارضة بحكم غيابي، هي أحكام قابلة للاستئناف. هذا يعني أن باب الاستئناف مفتوح أمام جميع أنواع الأحكام الصادرة في قضايا الجنح، مما يوفر فرصة للمحكوم عليهم والنيابة العامة على حد سواء لإعادة النظر في هذه الأحكام.  

شهدت المدد القانونية للاستئناف في الكويت تحديثات هامة لعام 2025، تعكس التزام الدولة بتطوير الإجراءات القضائية. فبموجب مرسوم بقانون رقم 104 لسنة 2024، تم استبدال نص المادة 201 من قانون الإجراءات والمحاكمات الجزائية الصادر بالقانون رقم 17 لسنة 1960. وبناءً على هذا التعديل الأخير، أصبح ميعاد الاستئناف ثلاثين يوماً من تاريخ النطق بالحكم إذا كان حضورياً أو صادراً في المعارضة، ومن تاريخ صيرورته غير قابل للمعارضة إذا كان غيابياً. هذا التعديل يمثل تحديثاً جوهرياً يجب الانتباه إليه لضمان الالتزام بالمدد القانونية الصحيحة.  

بالإضافة إلى ذلك، يشير مرسوم بقانون رقم 62 لسنة 2025 إلى تعديلات في المادة 188 المتعلقة بمدة المعارضة، حيث أصبحت المدة أسبوعاً واحداً. كما أن قانون رقم 59 لسنة 2025 قد عدل بعض أحكام قانون المرافعات المدنية والتجارية، مما قد يؤثر على الإجراءات العامة للاستئناف. هذه التعديلات المتوالية تؤكد على ديناميكية النظام القانوني الكويتي وحرصه على التحديث المستمر.  

توجد أيضاً المادة 200 مكرراً، التي أضيفت بموجب القانون رقم 73 لسنة 2003، والتي تمنح النيابة العامة الحق في الطعن على الأحكام الصادرة من محكمة الجنح المستأنفة أمام محكمة التمييز في حالات محددة، خاصة تلك التي تفرض عقوبة الحبس. هذا يوضح وجود درجات متعددة للطعن في الأحكام لضمان أعلى مستويات العدالة.  

4. إجراءات رفع الاستئناف في الجنح: خطوة بخطوة نحو العدالة

إن عملية رفع الاستئناف في قضايا الجنح في الكويت تتطلب اتباع خطوات دقيقة ومنظمة لضمان قبول الطلب والنظر فيه بشكل صحيح. تبدأ هذه الإجراءات بتقديم الطلب الرسمي إلى المحكمة المختصة، وتتوالى الخطوات لتشمل إحالة الملف وتحديد الجلسات، وصولاً إلى صدور القرار النهائي.

أولاً: تقديم الطلب (العريضة) يُقدم الاستئناف في القانون الكويتي بطلب كتابي يُعرف بـ “العريضة”، ويجب أن تُقدم هذه العريضة إلى قلم كتاب المحكمة التي أصدرت الحكم الابتدائي المراد استئنافه. يجب أن تتضمن العريضة مجموعة من البيانات الأساسية لضمان صحة الإجراءات:  

  • بيانات الخصوم: يجب ذكر أسماء الخصوم كاملة، بياناتهم الشخصية، ومحل إقامتهم، بالإضافة إلى أسماء المحامين الوكلاء عنهم.  
  • بيان الدعوى والحكم: يجب تحديد الدعوى التي صدر بشأنها الحكم المستأنف، مع ذكر رقم الحكم وتاريخ صدوره.  
  • أسباب الاستئناف والطلبات: على المستأنف أن يوضح الأسباب التي يستند إليها في طلب الاستئناف، سواء كانت أسباباً قانونية أو وقائعية، بالإضافة إلى الطلبات التي يرجوها من محكمة الاستئناف.  
  • التاريخ والتوقيع: يجب أن تحمل العريضة تاريخ تقديمها وتوقيع المستأنف أو محاميه.   تجدر الإشارة إلى أنه إذا كان المتهم محبوساً، فإنه يقدم استئنافه بواسطة مأمور السجن، مما يضمن تسهيل الإجراءات القانونية له.  

ثانياً: إحالة الطلب بعد تقديم العريضة، يقوم قلم كتاب المحكمة التي أصدرت الحكم بإحالة طلب الاستئناف كاملاً، مرفقاً بجميع مواد القضية وملفها، إلى محكمة الدرجة الثانية، وهي محكمة الاستئناف. تُنجز هذه الإحالة عادةً خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أيام من تاريخ تقديم الطلب. هذه الخطوة تضمن سرعة انتقال القضية إلى المرحلة التالية من التقاضي.  

ثالثاً: تحديد الجلسة عند استلام عريضة الاستئناف وملف القضية، يقوم رئيس محكمة الاستئناف بتحديد جلسة لنظر الاستئناف. هذه الجلسة هي الموعد الرسمي الذي ستنظر فيه المحكمة في الطعن المقدم.  

رابعاً: إبلاغ الأطراف بعد تحديد موعد الجلسة، يتولى قلم المحكمة الابتدائية مسؤولية إبلاغ جميع الأطراف المعنية في القضية، بما في ذلك الخصوم والمعارضين، بطلب الاستئناف وموعد الجلسة المحدد. هذا الإبلاغ يضمن حق جميع الأطراف في العلم بالدعوى وإعداد دفاعهم.  

خامساً: نظر الاستئناف وسماع الأقوال إذا وجدت محكمة الاستئناف أن الاستئناف مقبول شكلاً (أي أنه استوفى جميع الشروط الإجرائية)، فإنها تبدأ في نظر القضية من جديد. تستمع المحكمة إلى مذكرات المستأنف وطلباته، وكذلك إلى إجابات المستأنف ضده وغيره من الخصوم الذين ترى المحكمة ضرورة لسماع أقوالهم. للمحكمة أيضاً صلاحية تلبية طلب المستأنف إذا طلب سماع شهود جدد أو إجراء تحقيق إضافي، وتقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك. هذه المرحلة تتيح فرصة لتقديم أدلة جديدة أو إعادة تقييم الأدلة السابقة.  

سادساً: صدور القرار بعد الانتهاء من سماع الأقوال وتقديم الدفوع، تفصل المحكمة في الاستئناف بحكم مسبب. يمكن أن يكون قرار المحكمة إما بتأييد الحكم الابتدائي إذا وجدت أنه صحيح شكلاً وموضوعاً، أو بإلغائه وتعديله إذا وجدت به عيباً موضوعياً أو شكلياً لا يمكن تصحيحه، أو إذا كان مخالفاً للقانون. في حالة الإلغاء، تصدر المحكمة حكماً جديداً دون التقيد بما ورد في الحكم الابتدائي.  

5. شروط قبول الاستئناف: ضمانات العدالة

لضمان قبول الاستئناف والنظر فيه من قبل محكمة الاستئناف، يجب أن يستوفي الطلب مجموعة من الشروط الأساسية، التي تنقسم إلى شروط شكلية تتعلق بإجراءات التقديم، وشروط موضوعية تتعلق بجوهر الحكم وأسباب الطعن. هذه الشروط تهدف إلى تنظيم عملية التقاضي وضمان جدية الطعون المقدمة.

الشروط الشكلية والموضوعية الأساسية:

  • مخالفة قانونية أو خطأ في التطبيق: يجب أن يكون الحكم الابتدائي المراد استئنافه مبنياً على مخالفة قانونية واضحة أو خطأ في تطبيق القانون. هذا يمثل الأساس الجوهري للطعن.  
  • تضمين بيانات محددة في الطلب: يجب أن يتضمن طلب الاستئناف بياناً واضحاً بالقرار المطعون فيه، والإجراءات القانونية التي اتخذت بموجبه، وموقف الخصوم، بالإضافة إلى الأسباب التي يستند إليها المستأنف وطلباته المحددة. هذا يضمن وضوح الطعن وتحديد نقاط الخلاف.  
  • التقدم من ذي صفة ومصلحة: يجب أن يقدم الاستئناف شخص ذو صفة قانونية ومصلحة مباشرة في الأمر، أو ممثله القانوني المفوض بذلك. لا يُقبل الطعن من شخص لا يمتلك مصلحة قانونية في القضية.  
  • صدور الحكم عن محكمة أول درجة: يجب أن يكون الحكم المستأنف صادراً عن محكمة أول درجة (المحكمة الابتدائية)، وأن يكون حكماً جزائياً ونهائياً في الخصومة، وأن يكون المستأنف قد رفضه.  
  • حالة صدور الحكم: يجب أن يكون الحكم المستأنف قد صدر حضورياً (بحضور المحكوم عليه أو ممثله القانوني)، أو صدر غيابياً وانقضى الميعاد القانوني دون الاعتراض عليه، أو صدر في المعارضة في حكم غيابي. هذا يحدد الحالات التي يجوز فيها الاستئناف.  
  • نوع القضية: يجب أن يكون الحكم صادراً في جناية أو جنحة، سواء كان بالبراءة أو الإدانة.  

أسباب الاستئناف المشروعة: تتعدد الأسباب التي يمكن للمستأنف أن يستند إليها في طلب الاستئناف، وتشمل:

  • ظهور أدلة جديدة: إذا ظهرت أدلة جديدة لم تكن متاحة أمام محكمة أول درجة، وتلك الأدلة من شأنها أن تثبت براءة المتهم أو تغير من مسار القضية بشكل جوهري.  
  • مخالفة القانون أو الخطأ في تطبيقه: إذا خالفت المحكمة القانون عند إصدار الحكم، أو أخطأت في تطبيقه على الوقائع المعروضة، أو كان هناك خطأ في تفسير القانون أو تأويله.  
  • عدم اختصاص المحكمة أو بطلان الإجراءات: إذا كانت المحكمة الابتدائية غير مختصة بنظر الدعوى، أو إذا شاب الحكم أو الإجراءات التي اتخذت بموجبه بطلان جوهري.  
  • عدم التوازن في اتخاذ القرار: إذا زُعم أن المحكمة لم تنظر في جميع الأدلة المقدمة، أو لم تمنح الأطراف فرصة كافية لتقديم دفاعهم بشكل كامل.  

تتطلب هذه الشروط فهماً دقيقاً للإجراءات القانونية، وهو ما يؤكد على أهمية الاستعانة بمحامٍ متخصص لضمان تقديم الاستئناف بشكل صحيح وفعال، وتجنب أي أخطاء قد تؤثر سلباً على قبول الطعن.

6. المدد القانونية للاستئناف: تفاصيل هامة يجب معرفتها

تُعد المدد القانونية لتقديم الاستئناف من أهم الجوانب التي يجب على كل من يرغب في الطعن على حكم قضائي أن يكون على دراية تامة بها. إن الالتزام بهذه المدد هو شرط أساسي لقبول الاستئناف، وفواتها يؤدي إلى سقوط الحق في الطعن. وقد شهدت هذه المدد تحديثات مهمة في القانون الكويتي لعام 2025.

المدة العامة للاستئناف في الجنح (وفقاً لتعديلات 2024/2025): بناءً على المرسوم بقانون رقم 104 لسنة 2024، الذي استبدل نص المادة 201 من قانون الإجراءات والمحاكمات الجزائية، أصبحت المدة القانونية لتقديم الاستئناف في قضايا الجنح هي ثلاثون يوماً. يبدأ احتساب هذه المدة من تاريخ النطق بالحكم إذا كان الحكم قد صدر حضورياً أو في المعارضة. أما إذا كان الحكم قد صدر غيابياً، فإن المدة تبدأ من تاريخ صيرورته غير قابل للمعارضة. هذا التحديد الجديد للمدة يلغي أي مدد سابقة كانت سارية، مثل الـ 20 يوماً أو الـ 45 يوماً العامة، ويجب اعتماده كمدة أساسية للطعن في الجنح اعتباراً من عام 2025.  

ميعاد استئناف النيابة العامة: للنيابة العامة مدد خاصة لتقديم الاستئناف. فوفقاً لبعض النصوص، يجوز للنيابة العامة أن تستأنف الأحكام الصادرة من محكمة الجنح خلال عشرة أيام من تاريخ النطق بالحكم إذا كان غيابياً، ومن يوم الإعلان به إذا كان حضورياً. بينما تشير نصوص أخرى إلى أن المادة 210 من قانون الإجراءات تحدد ميعاد الاستئناف للنيابة العامة في الأحكام الصادرة بالبراءة أو الإدانة بعشرين يوماً بدءاً من اليوم التالي لتاريخ النطق بالحكم. يجب على النيابة العامة الالتزام بهذه المدد لضمان قبول استئنافها.  

كيفية حساب المواعيد: لضمان الدقة في حساب المدد القانونية، تتبع القواعد التالية في الكويت:

  • أيام كاملة: تحسب المدة بالأيام الكاملة وليس بالساعات.  
  • العطل الرسمية: إذا صادف آخر يوم من الميعاد عطلة رسمية أو عطلة نهاية أسبوع، يمتد الميعاد تلقائياً إلى أول يوم عمل بعد انتهاء العطلة. هذا يضمن عدم ضياع الحق بسبب العطل.  
  • التقويم الميلادي: تحسب المواعيد بالتقويم الميلادي وفقاً للسنة الشمسية المعمول بها في الكويت.  
  • بداية الحساب: يبدأ حساب الميعاد من اليوم التالي لتاريخ النطق بالحكم أو إعلانه.  
  • المدد بالأشهر أو السنوات: إذا كانت المدة محددة بالأشهر أو السنوات، ينتهي الميعاد في الشهر أو السنة المقابلة لتاريخ البداية. وإذا لم يوجد التاريخ المقابل، ينتهي الميعاد في آخر يوم من الشهر أو السنة.   إن الالتزام بالمواعيد القانونية أمر حتمي، فعدم الالتزام بها يترتب عليه فوات ميعاد الاستئناف وسقوط الحق في الطعن.  

كفالة الاستئناف (تحديث 2025): بالإضافة إلى المدد، هناك رسوم وكفالات يجب دفعها عند تقديم الاستئناف. من التحديثات المهمة لعام 2025، أن كفالة الاستئناف قد تم تعديلها لتصبح 250 ديناراً كويتياً إذا كان الحكم المطعون فيه صادراً من الدائرة الجزئية أو الكلية. هذا التعديل جاء بموجب مرسوم بتاريخ 22 يناير 2025، وهو يحل أي تباين في المبالغ المذكورة سابقاً (مثل 50 د.ك)، ويجب اعتماده كمعلومة حديثة ودقيقة. يجب إرفاق إيصال إيداع هذه الكفالة مع إيصال فرعي يُستخدم عند طلب الاسترداد في حال قبول الاستئناف.  

7. دور المحامي في قضايا الاستئناف: سندك القانوني وخبرته طريقك للنجاح

في دهاليز الإجراءات القانونية المعقدة، يبرز دور المحامي المتخصص كعنصر حاسم لضمان تحقيق العدالة وصون الحقوق. في قضايا الاستئناف، حيث تتشابك التفاصيل وتتطلب الإجراءات دقة متناهية، يصبح وجود المحامي ليس مجرد خيار، بل ضرورة لا غنى عنها. إن خبرته القانونية ومعرفته العميقة بالقوانين والإجراءات يمكن أن تحدث فارقاً جوهرياً في مسار القضية.

أهمية الاستعانة بمحامٍ متخصص: إن الإجراءات القانونية للاستئناف قد تبدو معقدة وغير واضحة لغير المتخصصين. من صياغة العريضة إلى تتبع المواعيد وتقديم الدفوع، كل خطوة تتطلب فهماً عميقاً للقانون والإجراءات القضائية. المحامي المتخصص يمتلك هذه الخبرة، مما يضمن تقديم الاستئناف بشكل صحيح وفعال، وتجنب أي أخطاء إجرائية أو موضوعية قد تؤدي إلى رفض الطعن أو التأثير سلباً على القرار النهائي.  

مهام المحامي في الاستئناف: تتعدد المهام التي يقوم بها المحامي في مرحلة الاستئناف، وتتمثل أبرزها فيما يلي:

  • تقديم الاستشارات القانونية الدقيقة: يبدأ دور المحامي بتقديم استشارة قانونية شاملة للموكل، يوضح فيها فرص نجاح الاستئناف، والمخاطر المحتملة، والخيارات القانونية المتاحة بعد صدور الحكم الابتدائي.  
  • تحليل الحكم الابتدائي بدقة: يقوم المحامي بمراجعة تفصيلية للحكم الصادر في الجنحة، ويحلل أسبابه من الناحية القانونية والواقعية، لتحديد نقاط الضعف التي يمكن الاستناد إليها في الطعن.  
  • صياغة دعوى الاستئناف: يُعد المحامي مذكرة استئناف قانونية محكمة، تتضمن أسباب الطعن بشكل منهجي وواضح، سواء كانت تتعلق بعيوب شكلية في الإجراءات أو أخطاء جوهرية في تطبيق القانون. كما يرفق بها جميع الأدلة والمستندات المؤيدة للاستئناف وفقاً للقانون.  
  • تقديم الاستئناف في الموعد القانوني: يتولى المحامي مسؤولية رفع الطعن خلال المدة القانونية المحددة، وهي 30 يوماً من تاريخ صدور الحكم أو إعلانه، لضمان عدم سقوط الحق في الاستئناف.  
  • تمثيل الموكل أمام محكمة الاستئناف: يحضر المحامي جميع جلسات المحكمة، ويقدم الدفوع والمرافعات أمام هيئة القضاة، مدافعاً عن حقوق موكله القانونية بكل قوة ومهنية.  
  • متابعة الملف القضائي: يتابع المحامي كافة إجراءات نقل الملف من المحكمة الابتدائية إلى محكمة الاستئناف، ويتأكد من تبليغ الأطراف بشكل صحيح، وتحديد مواعيد الجلسات، لضمان عدم وجود أي تأخير أو إغفال.  
  • تجنب الأخطاء: بفضل خبرته، يتجنب المحامي الوقوع في الأخطاء الإجرائية أو القانونية التي قد تؤثر سلباً على القرار النهائي للقضية.  

تلتزم المحامية خيرية الرشيدي ومجموعة المشرع القانونية بتقديم أفضل مستويات الدعم القانوني في قضايا الاستئناف، مستندة إلى خبرة واسعة ومعرفة عميقة بالقانون الكويتي، لضمان حصول الموكلين على أفضل النتائج الممكنة في مسعاهم نحو العدالة.

8. أسئلة شائعة حول الاستئناف في قضايا الجنح

ما هي المهلة القانونية لاستئناف حكم الجنحة في الكويت؟

المهلة القانونية لتقديم الاستئناف في قضايا الجنح في الكويت هي 30 يوماً من تاريخ النطق بالحكم الحضوري أو الصادر في المعارضة. أما إذا كان الحكم غيابياً، فتبدأ المدة من تاريخ صيرورته غير قابل للمعارضة، وذلك وفقاً لآخر التعديلات القانونية لعام 2025 بموجب مرسوم بقانون رقم 104 لسنة 2024.

هل يمكن استئناف حكم البراءة في الجنح؟

نعم، يجوز استئناف حكم البراءة الصادر في جنحة. يمكن أن يتم ذلك من قبل المدعي أو النيابة العامة، خاصة في حالات ظهور أدلة جديدة لم تُعرض سابقاً، أو إذا كان هناك خطأ واضح في تطبيق القانون من قبل محكمة أول درجة.

ما هي الأوراق والمستندات المطلوبة لرفع دعوى الاستئناف؟

تتضمن المستندات الأساسية المطلوبة لرفع دعوى الاستئناف صورة رسمية مختومة من الحكم الابتدائي، وكالة خاصة للمحامي تتضمن نصاً صريحاً بالطعن بالاستئناف، البطاقة المدنية أو شهادة القيد التجاري للموكل لإثبات الصفة، إيصال سداد الرسوم القضائية، وإيصال إيداع كفالة الاستئناف التي تبلغ 250 د.ك اعتباراً من عام 2025.

ما هي آثار استئناف الحكم في الكويت؟

عند قبول الاستئناف شكلاً، تقوم محكمة الاستئناف بإعادة نظر القضية بكامل تفاصيلها. يمكن للمحكمة أن تقضي بتأييد الحكم الابتدائي إذا وجدت أنه صحيح ومطابق للقانون والوقائع. أو قد تقرر إلغاء الحكم المستأنف وتعديله إذا وجدت به عيوباً جوهرية، سواء كانت شكلية أو موضوعية، أو إذا كان مخالفاً للقانون، وفي هذه الحالة تصدر حكماً جديداً.

هل يمكن الطعن على حكم محكمة الاستئناف في الجنح؟

نعم، في بعض الحالات المحددة، يجوز الطعن على حكم محكمة الاستئناف أمام محكمة التمييز. على سبيل المثال، تسمح المادة 200 مكرراً للنيابة العامة بالطعن بالتمييز على أحكام محكمة الجنح المستأنفة التي تفرض عقوبة الحبس. هذا الطعن يتبع قواعد وإجراءات محددة أمام محكمة التمييز.

افضل محامية كويتية 2025 : مجموعة المشرع القانونية

الخاتمة: نحو عدالة تتحقق.. التزامنا بخدمتكم

في ختام هذا الدليل الشامل حول الاستئناف في قضايا الجنح في الكويت، نؤكد مجدداً على أن الحق في الاستئناف هو ركيزة أساسية من ركائز العدالة، ونافذة أمل لكل من يسعى لتصحيح مسار قضائي أو تحقيق إنصاف مفقود. إن فهم الإجراءات، والالتزام بالمدد القانونية، ومعرفة الشروط اللازمة، كلها عوامل حاسمة لضمان نجاح هذا المسعى.

إن المسائل القانونية، بطبيعتها، تتسم بالتعقيد وتتطلب خبرة متخصصة. لذلك، فإن الاستعانة بمحامٍ مؤهل وخبير في القانون الكويتي، وتحديداً في قضايا الجنح والاستئناف، ليس مجرد خيار، بل هو استثمار في ضمان حقوقكم وتحقيق أفضل النتائج الممكنة. المحامية خيرية الرشيدي ومجموعة المشرع القانونية تضع خبرتها الطويلة ومعرفتها العميقة في خدمتكم، لتقديم الدعم القانوني الشامل والموثوق الذي تحتاجونه في كل خطوة من خطوات رحلتكم القضائية.

لا تترددوا في التواصل معنا للحصول على استشارة قانونية متخصصة أو أي دعم تحتاجونه. فالتزامنا هو تحقيق العدالة لكم، وتقديم يد العون في أصعب اللحظات.

المصادر

وزارة العدل الكويتية