الحبس الاحتياطي في القانون الكويتي 2025

الحبس الاحتياطي في الكويت 2025


الحبس الاحتياطي في الكويت: ضمانة أم قيد ؟

في عالم القانون، حيث تتشابك خيوط العدالة مع حماية الحريات، يبرز الحبس الاحتياطي في الكويت كواحد من أكثر الإجراءات إثارة للتساؤل والقلق في نفوس الأفراد. إنه ليس عقوبة تُفرض على متهم ثبتت إدانته، بل هو تدبير احترازي بالغ الأهمية تتخذه النيابة العامة أو المحكمة لضمان سير التحقيقات القضائية بسلاسة، ومنع هروب المتهم، أو حمايته من أي تأثير قد يطرأ على الأدلة.

في دولة الكويت، يولي المشرع الكويتي أهمية قصوى لصون الحريات الفردية، ولذلك أحاط إجراء الحبس الاحتياطي في الكويت بضوابط وشروط صارمة تهدف إلى تحقيق التوازن بين مصلحة المجتمع وحقوق الأفراد. هذا المقال، الذي تقدمه لكم بكل شفافية المحامية خيرية الرشيدي ومجموعة المشرع القانونية، يسعى لتسليط الضوء على كل جانب من جوانب الحبس الاحتياطي في الكويت ، بدءًا من مفهومه وأسبابه الجوهرية، وصولًا إلى أحدث التعديلات القانونية لعام 2025 التي تعكس التزام الكويت المتواصل بتعزيز العدالة وحماية حقوق الإنسان.

مفهوم الحبس الاحتياطي وطبيعته القانونية

تعريف الحبس الاحتياطي في الكويت وأهدافه

الحبس الاحتياطي في الكويت، في جوهره، هو إجراء قانوني يتمثل في حرمان المتهم من حريته لفترة زمنية محددة قبل صدور حكم قضائي نهائي بإدانته أو براءته. إنه تدبير مؤقت لا يعني الإدانة، بل يهدف إلى تحقيق غايات محددة تخدم مصلحة التحقيق والعدالة.  

تتعدد أهداف الحبس الاحتياطي، وتشمل في المقام الأول: منع المتهم من الهرب لضمان حضوره أمام العدالة واستكمال الإجراءات القضائية، ومنع المتهم من التأثير على سير التحقيق، كإتلاف الأدلة، أو التأثير على الشهود، أو التواطؤ مع شركاء آخرين في الجريمة. في بعض الحالات النادرة، قد يكون الحبس الاحتياطي ضروريًا لحماية المتهم نفسه من ردود فعل المجتمع أو أطراف أخرى قد تسعى للانتقام أو الإضرار به. هذه الأهداف تعكس سعي القانون لتحقيق التوازن الدقيق بين حماية المجتمع وضمان حقوق الأفراد.  

التمييز بينه وبين العقوبة

من الضروري التأكيد على أن الحبس الاحتياطي يختلف جوهريًا عن العقوبة الجنائية. فبينما العقوبة هي جزاء يُفرض بعد إدانة قضائية نهائية للمتهم وثبوت جرمه، فإن الحبس الاحتياطي هو إجراء تحفظي مؤقت يهدف إلى خدمة مصلحة التحقيق والعدالة، ولا يفترض مسبقًا إدانة المتهم. هذا التمييز القانوني الدقيق بالغ الأهمية للمستخدم العادي الذي قد لا يكون ملمًا بالفروق القانونية الأساسية. توضيح أن الحبس الاحتياطي هو خطوة إجرائية وليس إشارة إلى الذنب يساعد في تبديد المفاهيم الخاطئة وتخفيف القلق، مما يضفي طابعًا إنسانيًا على الشرح القانوني ويعزز دور المجموعة القانونية كجهة تثقيفية ومتعاطفة.  

لا يُتخذ هذا الإجراء إلا استنادًا إلى مبررات قانونية محددة نص عليها المشرع الكويتي، ويتم ذلك بضوابط صارمة لضمان عدم الإخلال بمبدأ قرينة البراءة، الذي يُعد حجر الزاوية في العدالة الجنائية. قرينة البراءة تعني أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته بحكم قضائي بات، والحبس الاحتياطي لا يمس هذا المبدأ، بل هو استثناء مؤقت ومقيد بضوابط صارمة لضرورات التحقيق.

شروط وضوابط الحبس الاحتياطي في الكويت

لقد أحاط المشرع الكويتي إجراء الحبس الاحتياطي بالعديد من الشروط والضوابط الصارمة، لضمان عدم التعسف في استخدامه وحماية حقوق الأفراد.

السلطات المخولة بإصدار أمر الحبس

تُعد النيابة العامة والمحقق هما السلطتان الرئيسيتان في الكويت المخولتين قانونًا بإصدار أمر الحبس الاحتياطي. تتولى النيابة العامة مباشرة الدعوى الجزائية وتمثل المجتمع في طلب توقيع العقوبة على المتهمين، بينما يقوم المحققون بإجراء التحقيقات اللازمة.  

يجب أن يكون أمر القبض أو الحبس مكتوبًا، ومؤرخًا بتاريخ إصداره، وموقعًا من قبل السلطة التي أصدرته. كما يجب أن يتضمن الأمر بيانات واضحة عن اسم المتهم ومحل إقامته (إن كان معلومًا) وسبب الأمر بالقبض أو الحبس. هذه الشروط الشكلية تضمن الشفافية وتوثيق الإجراءات، مما يقلل من احتمالية الخطأ أو التعسف.  

الضمانات الموضوعية والشكلية للمتهم

نظرًا لخطورة الحبس الاحتياطي في الكويت على حرية الفرد، أحاطه المشرع الكويتي بضمانات متعددة، تنقسم إلى ضمانات موضوعية وأخرى شكلية:

  • الضمانات الموضوعية:
    • شرط الدلائل الجدية: لا يجوز إصدار أمر بالحبس الاحتياطي إلا إذا قامت على اتهام المتهم دلائل جدية وكافية ترجح ارتكابه للجريمة المنسوبة إليه. هذا يعني أن مجرد الشبهة لا تكفي، بل يجب أن تكون هناك قرائن قوية تدعم الاتهام.  
    • مبررات الحبس: يجب أن يتوافر أحد المبررين الأساسيين للحبس، وهما منع المتهم من الهرب، أو منعه من التأثير على سير التحقيق (مثل إتلاف الأدلة أو التأثير على الشهود). هذه المبررات هي الأساس الجوهري لشرعية الحبس الاحتياطي.  
    • سماع أقوال المتهم: من الضمانات الأساسية وجوب سماع أقوال المتهم قبل إصدار أي قرار بالحبس أو تجديده. هذا الحق يُمكّن المتهم من الدفاع عن نفسه، وتقديم وجهة نظره، والإجابة على التساؤلات المطروحة، مما يضمن مبدأ المواجهة ويحقق العدالة الإجرائية.  
  • الضمانات الشكلية:
    • حق الاستعانة بمحام: يجب تمكين المتهم من الاستعانة بمحام ومقابلته على انفراد في أي وقت، وهو حق أساسي لضمان محاكمة عادلة. هذا الحق يكفل للمتهم الحصول على المشورة القانونية والدفاع الفعال عن حقوقه منذ اللحظات الأولى للقبض عليه.  
    • إحاطة المتهم بأسباب الحبس: يجب أن يُحاط المتهم كتابةً بأسباب حجزه أو حبسه، مما يعزز مبدأ الشفافية وحقه في معرفة التهم الموجهة إليه والأساس القانوني لحرمانه من حريته.  

حالات حظر الحبس الاحتياطي في الكويت

لقد أولى المشرع الكويتي اهتمامًا خاصًا بحماية الحريات، ولذلك وضع حالات محددة يُحظر فيها إصدار أمر الحبس الاحتياطي:

  • جرائم الرأي والتعبير: لا تسري أحكام الحبس الاحتياطي في الكويت على من يمارس حقه في التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو الرسم أو غير ذلك، بما في ذلك التعبير عن الرأي عبر وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي. هذا التعديل الهام، الذي جاء بموجب القانون رقم 1 لسنة 2021، يمثل نقطة محورية تعكس التطور التشريعي في الكويت نحو حماية الحريات الأساسية. تسليط الضوء على هذا التعديل بوضوح يعزز من قيمة المقال ويجعله أكثر صلة بالواقع المعاصر، ويُظهر التزام الكويت بالتقدم في مجال حقوق الإنسان وحماية حرية التعبير، مما يعزز مصداقية المجموعة القانونية كجهة ملمة بأحدث التطورات القانونية.  
  • الجنح المعاقب عليها بالغرامة فقط: لا يجوز إصدار أمر الحبس الاحتياطي في الكويت إذا كانت الجريمة جنحة لا يُعاقب عليها إلا بالغرامة فقط، دون عقوبة الحبس. هذا يمنع الحبس في الجرائم ذات الجسامة الأقل.  
  • الأحداث: إذا كان المتهم حدثًا لم يبلغ من العمر 15 سنة، يُحظر إصدار أمر الحبس الاحتياطي بحقه. هذه الحماية الخاصة للأحداث تأتي في إطار الاهتمام القانوني بحقوق الطفل وتوفير بيئة تحمي صغار السن من الإجراءات القاسية.  

مدة الحبس الاحتياطي في الكويت وتجديده والإفراج عنه

يُعد تحديد مدد الحبس الاحتياطي في الكويت وإجراءات تجديده والإفراج عنه من الجوانب الأكثر حساسية في القانون الجنائي، إذ تمس بشكل مباشر حرية الأفراد.

المدد القانونية القصوى للحبس الاحتياطي

يُحدد القانون الكويتي مددًا قصوى للحجز والحبس الاحتياطي لضمان عدم التعسف في استخدام هذا الإجراء. ففي حالة القبض الأولي، لا يجوز أن يبقى المقبوض عليه محجوزًا لمدة تزيد على 4 أيام في قضايا الجنايات و48 ساعة في قضايا الجنح دون أمر كتابي صادر من المحقق بالحبس الاحتياطي. هذه المدد القصيرة تهدف إلى سرعة عرض المتهم على المحقق لتحديد مصيره.  

بالنسبة للحبس الاحتياطي نفسه، فإن المدة الأولية التي يجوز للمحقق أن يأمر بها لا تزيد على ثلاثة أسابيع من تاريخ القبض على المتهم. هذه المدة قابلة للتجديد وفقًا لضوابط وشروط محددة.  

تجديد الحبس: إذا استدعت مصلحة التحقيق استمرار الحبس، فإن أمر الحبس أو تجديد الحبس الصادر من المحكمة يكون لمدة لا تزيد على ثلاثين يومًا في كل مرة، وبحد أقصى إجمالي ثلاثة أشهر. من المهم الإشارة إلى أن هناك بعض النقاشات البرلمانية التي جرت في عام 2022 حول مقترحات لتقليص هذه المدد، حيث طالب بعض النواب بأن لا تزيد مدة الحبس الاحتياطي عن 24 ساعة أو 40 يومًا.

ومع ذلك، فإن هذه المقترحات تمثل تطلعات سياسية أو تعديلات مقترحة وليست نصوصًا قانونية نافذة لعام 2025. القانون المعمول به حاليًا (حتى تاريخ إعداد هذا التقرير لعام 2025) هو ما نصت عليه المواد القانونية الرسمية، والتي تحدد المدد المذكورة سابقًا. هذا التمييز بين التشريعات السارية والمقترحات قيد النقاش يعكس ديناميكية القانون الكويتي وسعيه المستمر للتوازن بين متطلبات العدالة وحماية الحريات.  

إجراءات تجديد الحبس الاحتياطي في الكويت

إذا استمر المتهم محبوسًا احتياطيًا ووجدت مصلحة التحقيق ضرورة لتجديد حبسه بما يتجاوز المدة الأولية، فلا يجوز ذلك إلا بأمر صادر من المحكمة المختصة بنظر الدعوى. يتم هذا التجديد بناءً على طلب من المحقق، وبعد سماع أقوال المتهم شخصيًا والاطلاع على كافة ما تم في التحقيق من مستجدات. هذا الإجراء يضمن رقابة قضائية على استمرار الحبس، ويمنح المتهم فرصة لعرض دفاعه أمام المحكمة قبل اتخاذ قرار التجديد.  

حالات الإفراج الجوازي والوجوبي عن المتهم

يُعد الإفراج عن المتهم المحبوس احتياطيًا حقًا أساسيًا، ويتم وفقًا لحالات يحددها القانون:

  • الإفراج الجوازي: يمنح القانون المحقق صلاحية الإفراج عن المتهم المقبوض عليه، سواء بتعهد أو بدون تعهد، إذا لم يرَ داعيًا لاستمرار حبسه، أو إذا زالت المبررات التي استدعت الحبس الاحتياطي، مثل زوال خطر الهرب أو التأثير على التحقيق. هذا الإفراج يكون تقديريًا للمحقق بناءً على مصلحة التحقيق.  
  • الإفراج الوجوبي: في بعض الحالات، يصبح الإفراج عن المتهم واجبًا قانونًا، ولا يملك المحقق أو المحكمة سلطة تقديرية في ذلك. من أبرز هذه الحالات:
    • انتهاء المدة القصوى للحبس الاحتياطي المحددة قانونًا دون صدور حكم.  
    • صدور قرار بحفظ التحقيق في القضية، مما يعني عدم وجود أدلة كافية لتقديم المتهم للمحاكمة.  
    • إذا تساوت المدة التي قضاها المتهم في الحبس الاحتياطي مع الحد الأقصى للعقوبة المقررة للجريمة المنسوبة إليه.  
    • إذا صدر حكم ابتدائي بالبراءة أو بالغرامة أو بالحبس مع وقف التنفيذ، فيجب إطلاق سراحه فورًا.  

خصم مدة الحبس الاحتياطي: من باب العدالة والإنصاف، نص القانون على أنه إذا حبس شخص احتياطيًا ولم يحكم عليه إلا بغرامة مالية، فإنه يجب أن يُخصم من مبلغ الغرامة عند التنفيذ مبلغ سبعمائة وخمسون فلسًا عن كل يوم قضاه في الحبس الاحتياطيفي الكويت. هذا يضمن عدم تضرر المتهم ماليًا نتيجة فترة الحبس التي قضاها دون إدانة بعقوبة الحبس.  

أحدث التعديلات القانونية لعام 2025

النظام القانوني في الكويت يتسم بالديناميكية والتطور المستمر، خاصة فيما يتعلق بحماية الحريات وضمانات العدالة. وقد شهد قانون الإجراءات والمحاكمات الجزائية تعديلات مهمة في السنوات الأخيرة، وتستمر هذه التعديلات لتناسب عام 2025:

  • القانون رقم 1 لسنة 2021: يُعد هذا القانون من أهم التعديلات التي طرأت على قانون الإجراءات والمحاكمات الجزائية (القانون رقم 17 لسنة 1960). لقد أضاف هذا القانون فقرة أخيرة إلى المادة 69، تنص صراحة على أنه “في جميع الأحوال لا تسري أحكام الحبس الاحتياطي على من يمارس حقه في التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو الرسم أو غير ذلك، بما في ذلك أن يكون التعبير عن الرأي عن طريق وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي”. هذا التعديل يعزز بشكل كبير حرية التعبير في الكويت ويحد من استخدام الحبس الاحتياطي في الكويت كأداة في قضايا الرأي، مما يعكس التزام الدولة بحماية هذه الحرية الأساسية.  
  • القانون رقم 35 لسنة 2016: هذا القانون أدخل تعديلات جوهرية على عدة مواد في قانون الإجراءات والمحاكمات الجزائية، بما في ذلك المواد المتعلقة بمدد الحجز والقبض والضمانات. على سبيل المثال، استبدلت الفقرة الثانية من المادة 54 لتوحيد مدد الحجز على المقبوض عليه، كما أثرت على أحكام التعهدات والإفراج. هذه التعديلات تهدف إلى تنظيم إجراءات القبض والحجز بشكل أكثر دقة ووضوحًا.  
  • القانون رقم 3 لسنة 2012: أضاف هذا القانون مادتين جديدتين (المادة 60 مكرر والمادة 74 مكرر) إلى قانون الإجراءات والمحاكمات الجزائية. المادة 60 مكرر ألزمت رجال الشرطة بتمكين المتهم من الاتصال بمحاميه أو إبلاغ من يراه خلال مدة الحجز. أما المادة 74 مكرر، فقد نصت على وجوب إحاطة كل متهم – تم حجزه بمعرفة الشرطة أو حبسه احتياطيًا – كتابةً بأسباب حجزه أو حبسه، وتمكينه أيضًا من الاستعانة بمحام ومقابلة محاميه على انفراد في أي وقت. هذه التعديلات عززت بشكل كبير حقوق المتهمين في مرحلة ما قبل المحاكمة، مما يضمن لهم الوصول إلى المساعدة القانونية ومعرفة أسباب حريتهم المقيدة.  
  • تعديلات 2025 المتوقعة والحديثة:
    • في مارس وأبريل 2025، وافق مجلس الوزراء الكويتي على تعديلات مهمة لبعض أحكام قانون الإجراءات والمحاكمات الجزائية، والتي تضمنت إعلان الأحكام بالبريد الإلكتروني أو أي وسيلة أخرى قابلة للحفظ والاستخراج. كما تناولت هذه التعديلات ميعاد المعارضة، حيث أصبح أسبوعًا واحدًا في الجنح من تاريخ إعلان الحكم الغيابي، وفي الجنايات من تاريخ القبض على المحكوم عليه.  
    • من الجوانب المهمة أيضًا معالجة تراكم الغرامات الجزائية وتعذر تحصيلها، حيث يجوز للنيابة تحصيلها بطريق التنفيذ الجبري على الأموال أو من خلال استقطاعات شهرية، مع جواز تقسيط مبلغ الغرامة أو تأجيله حال وجود مبرر على ألا تتجاوز المدة 5 سنوات.  
    • كما يهدف قانون الإجراءات الجنائية الجديد إلى تقليص مدد الحبس الاحتياطي في الكويت بشكل عام، وتنظيم المنع من السفر، واعتماد المحاكمة عن بُعد. القانون الجديد يقلص المدد القصوى للحبس الاحتياطي لتصبح 4 أشهر في الجنح، و12 شهرًا في الجنايات، و18 شهرًا في الجرائم الخطيرة، مقارنة بالمدد السابقة التي كانت تصل إلى 6 أشهر في الجنح و18 شهرًا في الجنايات و24 شهرًا في الجرائم المعاقب عليها بالسجن المؤبد أو الإعدام. هذا التخفيض يهدف إلى الحد من الاحتجاز التعسفي وضمان تسبيب قرارات الحبس.  
    • من التعديلات الهامة أيضًا، حق المتهم في الاتصال بذويه وبمحاميه في مرحلة الاستدلال، ووجوب استجواب المتهم خلال 24 ساعة من القبض عليه. كما يتضمن القانون إقرار تعويض معنوي وأدبي للأشخاص الذين تم حبسهم احتياطيًا بشكل خاطئ، وإلزام النيابة العامة بنشر أحكام البراءة في صحيفتين يوميتين على نفقة الحكومة. هذه التعديلات تعكس التزام الدولة بتطوير النظام القضائي بما يتماشى مع حقوق الإنسان وتعزيز العدالة.  

و. الأسئلة الشائعة (FAQ)

ما هو الفرق بين الحبس الاحتياطي والعقوبة الجنائية؟

الحبس الاحتياطي هو إجراء مؤقت تتخذه سلطات التحقيق (النيابة العامة أو المحقق) لضمان سير التحقيقات ومنع هروب المتهم أو التأثير على الأدلة، وهو لا يعني إدانة المتهم. أما العقوبة الجنائية فهي جزاء يُفرض بعد صدور حكم قضائي نهائي يثبت إدانة المتهم بارتكاب الجريمة.

متى يجوز للمحقق إصدار أمر بالحبس الاحتياطي؟

يجوز للمحقق إصدار أمر بالحبس الاحتياطي إذا قامت على اتهام المتهم دلائل جدية وكافية، وتوفرت مبررات الحبس مثل خشية هروب المتهم أو تأثيره على سير التحقيق. يجب أن يكون الأمر مكتوبًا ومؤرخًا وموقعًا من المحقق.

ما هي المدة القصوى للحجز والمدة القصوى للحبس الاحتياطي في الكويت؟

لا يجوز أن يبقى المقبوض عليه محجوزًا لمدة تزيد على 4 أيام في قضايا الجنايات و48 ساعة في قضايا الجنح دون أمر كتابي بالحبس الاحتياطي في الكويت. أما الحبس الاحتياطي نفسه، فمدته الأولية لا تزيد على ثلاثة أسابيع، ويمكن تجديده بأمر من المحكمة لمدة لا تزيد على ثلاثين يومًا في كل مرة، بحد أقصى إجمالي ثلاثة أشهر.

هل يمكن الإفراج عن المتهم المحبوس احتياطيًا؟

نعم، يمكن الإفراج عن المتهم المحبوس احتياطيًا إما بشكل جوازي (بقرار من المحقق إذا زالت مبررات الحبس) أو بشكل وجوبي في حالات محددة، مثل انتهاء المدة القانونية القصوى للحبس، أو صدور قرار بحفظ التحقيق، أو إذا تساوت مدة الحبس مع الحد الأقصى للعقوبة المقررة للجريمة.

هل يمكن حبس شخص احتياطيًا في قضايا الرأي والتعبير في الكويت؟

لا، بموجب القانون رقم 1 لسنة 2021، لا تسري أحكام الحبس الاحتياطي على من يمارس حقه في التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو الرسم أو غير ذلك، بما في ذلك التعبير عن الرأي عبر وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي. هذا التعديل يعزز حماية حرية التعبير في القانون الكويتي.

خاتمة المقال

في ختام هذا المقال، يتضح أن الحبس الاحتياطي في الكويت ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو تدبير قانوني دقيق يوازن بين الحاجة لتحقيق العدالة الجنائية وصون الحريات الفردية. لقد حرص المشرع الكويتي على إحاطة هذا الإجراء بضمانات صارمة وشروط واضحة، مع التزام مستمر بالتحديث والتطوير، كما يتجلى في التعديلات الأخيرة لعام 2025.

إن فهم هذه الأحكام ليس مسؤولية المتخصصين القانونيين فحسب، بل هو حق لكل فرد في المجتمع. فالمعرفة القانونية هي الدرع الواقي الذي يحمي الحقوق ويضمن العدالة. في مجموعة المشرع القانونية، نؤمن بأن الوعي القانوني هو أساس مجتمع عادل ومزدهر. لذلك، نلتزم بتقديم المشورة القانونية الدقيقة والمحدثة، ونقف إلى جانب عملائنا لضمان تطبيق القانون بعدالة وإنصاف. إذا كان لديكم أي استفسارات أو كنتم بحاجة إلى دعم قانوني متخصص في قضايا الحبس الاحتياطي أو أي جانب آخر من جوانب القانون الكويتي، فإن المحامية خيرية الرشيدي وفريقها في مجموعة المشرع القانونية على أتم الاستعداد لتقديم يد العون والمساعدة.

افضل محامية كويتية 2025 : مجموعة المشرع القانونية

المصادر

بوابة النيابة العامة الكويتية

البوابة الإلكترونية الرسمية لدولة الكويت

وزارة العدل الكويتية