غرامة التأخير في عقود المقاولات

غرامة التأخير في عقود المقاولات في الكويت


غرامة التأخير بعقود المقاولات في الكويت

في رحاب الحياة اليومية، قد يشرع الفرد في حلم بناء منزل يجمع أسرته، أو يطمح رجل أعمال لتشييد مشروعه التجاري الذي طالما رسمه في خياله. في كلتا الحالتين، يكون عقد المقاولة هو الوثيقة التي تحمل هذا الحلم من عالم الفكرة إلى واقع التنفيذ. لكن ماذا يحدث عندما تتلاشى الأحلام بفعل التأخير؟ عندما تتأخر شركة المقاولات عن تسليم المشروع في الموعد المحدد؟ هنا، تبرز أهمية بند غرامة التأخير في عقود المقاولات، ليس كعقوبة قاسية، بل كصمام أمان يحمي حقوق أصحاب المشاريع ويضمن سير العمل وفقاً للجدول الزمني المتفق عليه. في هذا المقال، سنستعرض بشكل مفصل هذا الجانب القانوني الهام، ونلقي الضوء على آلية عمله في التشريع الكويتي، لنمنحكم رؤية واضحة وحماية كاملة لأحلامكم ومشاريعكم.

الإطار القانوني لغرامة التأخير في التشريع الكويتي

لم يغفل المشرع الكويتي عن مسألة غرامة التأخير، بل نظمها بشكل دقيق لضمان حقوق طرفي العقد. إن عقود المقاولات تخضع في الأساس لأحكام المرسوم بقانون رقم 67 لسنة 1980 بإصدار القانون المدني. وقد خصص القانون المدني الكويتي فصلاً كاملاً للمقاولات في مواده من 661 إلى 697، والتي تحدد التزامات كل من المقاول ورب العمل. هذه المواد القانونية تشكل الإطار العام الذي يتم الاستناد إليه عند صياغة العقود وتحديد الشروط الجزائية.  

تُحدد غرامة التأخير في عقود المقاولات بنسبة لا تتجاوز 10% من القيمة الإجمالية للعقد المبرم بين الطرفين. ويُمكن أن تزيد هذه النسبة لتصل إلى 15% في حالة تجاوز مدة التأخير نسبة 10% من المدة الكلية المحددة في العقد، خاصة إذا كان التأخير في بند رئيسي يعطل المشروع بأكمله. وتُحسب هذه الغرامة بناءً على الاتفاق بين الطرفين، سواء كان ذلك عن كل يوم أو أسبوع أو شهر تأخير.  

أركان وشروط استحقاق الغرامة في عقود المقاولات

تُعد غرامة التأخير من صور “التعويض الاتفاقي”. ولها طبيعة خاصة تميزها عن التعويضات الأخرى، حيث تُفرض لمجرد حدوث التأخير في التنفيذ، دون حاجة لإثبات وقوع ضرر فعلي على صاحب العمل. فالتأخير بحد ذاته يُعد خطأ ويُفترض معه وقوع الضرر، وذلك لأن الالتزام في هذه العقود هو “التزام بتحقيق غاية” وليس “بذل عناية”.  

هذا المبدأ يختلف عن “الشرط الجزائي” في العقود المدنية، وهو أمر جوهري يحتاج إلى فهم دقيق. فالشرط الجزائي هو تعويض متفق عليه مسبقاً، ويشترط لاستحقاقه إثبات حصول ضرر للمتعاقد الآخر وصدور حكم قضائي به، وللقاضي سلطة تخفيضه إذا رأى أنه لا يتناسب مع الضرر الفعلي. أما غرامة التأخير في العقود الإدارية (مع الجهات الحكومية) فيمكن للجهة الإدارية فرضها مباشرة دون الحاجة لصدور حكم قضائي أو إثبات ضرر. هذا الاختلاف يعكس حرص المشرع على ضمان حسن سير المرافق العامة والمشاريع الحيوية.  

حالات إعفاء المقاول من الغرامة

في كثير من الأحيان، قد يكون سبب التأخير خارجاً عن إرادة المقاول، وهنا يأتي دور القانون في تحقيق التوازن. يحق للمقاول اللجوء إلى القضاء في حالة إصرار صاحب العمل على فرض الغرامة بالرغم من وجود ظروف قهرية خارجة عن إرادته. قد ترى المحكمة المختصة ضرورة تخفيض الغرامة أو إلغائها إذا ثبتت هذه الظروف.  

من أبرز حالات الإعفاء التي نص عليها القانون الكويتي ما يلي:

  • حدوث ظروف غير متوقعة أو قوى قاهرة تمنع المقاول من استكمال العمل، مثل الكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة.  
  • عدم التزام صاحب العمل بتوفير المستلزمات أو الوثائق أو الموافقات اللازمة في الوقت المناسب.  
  • تغيير نطاق العمل أو المواصفات بعد بدء المشروع بأمر من صاحب العمل.  

في هذه الحالات، ينصح باستشارة محامٍ متخصص لتقييم الموقف القانوني. على سبيل المثال، قد تجد المحامية خيرية الرشيدي، بخبرتها الواسعة في مجال عقود المقاولات، أن سبب التأخير يعود إلى تأخر إيصال التيار الكهربائي من قبل الجهات الحكومية. في مثل هذه الحالات، يحق للمقاول المطالبة بتمديد المدة الزمنية للعقد دون تكبده أي تكاليف إضافية أو غرامات.  

أسئلة شائعة حول غرامة التأخير في عقود المقاولات

ما هي النسبة القصوى لغرامة التأخير في عقود المقاولات في الكويت؟

لا يجوز أن تتجاوز نسبة غرامة التأخير 10% من القيمة الإجمالية للعقد. ومع ذلك، قد تزيد النسبة إلى 15% إذا جاوزت مدة التأخير نسبة 10% من المدة الكلية المتفق عليها.

هل يمكن إعفاء المقاول من غرامة التأخير؟

نعم، يمكن إعفاء المقاول من الغرامة في حالات معينة، مثل حدوث ظروف غير متوقعة خارجة عن إرادته، أو في حالة تقصير صاحب العمل في توفير المستلزمات الضرورية للعمل.

ما الفرق بين غرامة التأخير والشرط الجزائي؟

غرامة التأخير تُفرض لمجرد حدوث التأخير في التنفيذ دون الحاجة لإثبات وقوع ضرر فعلي. أما الشرط الجزائي فهو تعويض يُشترط لاستحقاقه إثبات وقوع ضرر فعلي، وللقاضي سلطة تخفيضه.

ماذا أفعل إذا فرض عليّ غرامة تأخير غير مستحقة؟

في هذه الحالة، يحق للمقاول اللجوء إلى القضاء لطلب تخفيض الغرامة أو إلغائها. يجب تقديم أدلة كافية تثبت أن التأخير كان نتيجة ظروف قهرية أو تقصير من الطرف الآخر.

متى يحق لصاحب العمل فسخ عقد المقاولة بسبب التأخير؟

يحق لصاحب العمل فسخ العقد إذا تأخر المقاول في تنفيذ العمل دون مبرر. كما يُمكن له فسخ العقد بالاتفاق والتراضي مع المقاول.

افضل محامية كويتية 2025 : مجموعة المشرع القانونية

خاتمة

إن غرامة التأخير في عقود المقاولات ليست مجرد بند قانوني، بل هي انعكاس لمبدأ العدالة والتوازن في العلاقات التعاقدية. لقد حرص القانون الكويتي على حماية حقوق كلا الطرفين، سواء كان صاحب عمل يسعى لتحقيق حلمه، أو مقاولاً يسعى لإتمام عمله في موعده. إن فهم هذه الأحكام القانونية يساعد في تفادي النزاعات والوصول إلى حلول عادلة ومنصفة.  

لذلك، وفي خضم هذه العلاقة، يظل دور الاستشارة القانونية المتخصصة هو حجر الزاوية. ففي عالمٍ يزداد تعقيداً، لا غنى عن وجود من يضيء لك الطريق. وفي هذا الصدد، فإن المحامية خيرية الرشيدي و مجموعة المشرع القانونية يقدمون خبرة عميقة في صياغة العقود ومتابعة النزاعات المتعلقة بها، مما يضمن أن تكون خطواتك في مشروعك المقبل مبنية على أساس قانوني متين يحمي حقوقك ويصون استثمارك.

المصادر القانونية

وزارة العدل الكويتية